نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 115
وكذا، ولا أكلهم الربا، وقتلهم
النفس، ودفنهم البنات ولا غير ذلك من المظالم
والجرائم؛ ولا ذكر وصفهم للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بأقبح
الأوصاف وتكذيبهم له، وتعذيبهم المسلمين وقتلهم المستضعفين.. فالشيخ محمد أخذ الآيات التي تدل على إيمانهم على وجه
الجملة بأن الله هو الخالق الرازق. مع أن هذه
الاعترافات التي اعترف بها المشركون؛ قد أجاب عنها بعض
العلماء؛ وذكروا أن المشركين إنما اعترفوا بها من
باب (الإفحام والانقطاع)، وليس من باب الاقتناع، ولو كانوا صادقين في اعترافهم؛ لأتوا بلوازم هذا الاعتراف؛ فلذلك
يأمر الله نبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن يذكّرهم بلوازم هذا الاعتراف كما في
قوله تعالى: (فقل: أفلا
تتقون) (قل: أفلا
تذكرون)؟!.. فكأن الله عز وجل يوبخهم بأنهم كاذبون، وأنهم لا يؤمنون بالله عز وجل خالقاً ورازقاً، كما لا يستطيعون في الوقت نفسه أن يقولوا أن الأصنام
هي التي خلقت السماوات والأرض!!
فبقوا بين الاعتراف بالقول
(انقطاعاً) وممارسة ما يخالفه واقعاً، وهذا الجواب الذي
أجاب به بعض العلماء إن كان ضعيفاً فأضعف منه الزعم بأن كفار قريش أفضل من
المسلمين في عصر الشيخ، والحاصل: أنه
لا يجوز للشيخ ولا لغيره أن يذكر فضائل الكفار ويهمل أخطاءهم، بينما يختار أخطاء المسلمين وينسى فضائلهم!. ولا يجوز أن نختار الآيات التي قد نوهم بها العوام – ولو دون قصد- بأن
فيها ثناء على الكفار، ونترك الآيات التي تذمهم وتبين كفرهم
وظلمهم وتكذيبهم بالبعث.. لا يجوز أن نقوم بكل هذا حتى نسوغ به
قتالنا للمسلمين الركع السجود؛
بزعمنا أنهم مثل الكفار
تماماً الذين (يصلون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله..) [1]
وفي موضع آخر
يرد ردا بليغا على تشبيه الوهابية المسلمين بالمشركين بقوله: (..