نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
ويقول: (يا عباد الله.. اتقوا
الله خافوا ذا البطش الشديد لقد آذيتم المؤمنين والمؤمنات ﴿وَالَّذِينَ
يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ
احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾[ الأحزاب: 58]، والله ما لعباد الله عند الله ذنب إلا أنهم لم
يتبعوكم على تكفير من شهدت النصوص الصحيحة بإسلامه وأجمع المسلمون على إسلامه فإن
اتبعوكم أغضبوا الله تعالى ورسوله k وإن عصوا
آراءكم حكمتم بكفرهم وردتهم)[1]
ويقول: (فأنتم الآن تكفرون بأقل القليل من الكفر، بل تكفرون بما تظنون أنتم أنه كفر، بل تكفرون بصريح الإسلام، فإن
عندكم أن من توقف عن تكفير من كفرتموه خائفاً من الله تعالى في تكفير من رأى عليه
علامات الإسلام فهو عندكم كافر)[2]
هذا موقفهم
من توحيد الألوهية وإنما أطلنا الحديث عنه، وأكثرنا
من ذكر النقول ردا على احتيال السلفية لأنفسهم ولمشايخهم بأنهم ليسوا من المكفرة، مع أنه لا يوجد في الأمة من كفر الأمة، وفعل بها الأفاعيل مثلهم..
توحيد الربوبية:
يقصد السلفية
بتوحيد الربوبية كل ما ورد من معاني الأسماء الحسنى في القرآن الكريم كرزق الله
لعباده، ورحمته بهم، وإحسانه
إليهم، ونحو ذلك.. وككون
الله تعالى هو الخالق البارئ المصور.. وهكذا..
ومع كون
القرآن الكريم أعطى هذا النوع من المعرفة بالله الحظ الأعلى، بل جعله هو الباب الوحيد لمعرفة الله تعالى، إلا أن السلفية ـ كما رأينا ـ يحتقرون هذا النوع من
المعرفة، لأنهم يتصورون أن المشركين يشاركونهم فيها.. ولهذا فإن التوحيد الكامل عندهم هو إما توحيد الألوهية
ـ كما رأينا ـ أو توحيد الأسماء والصفات.. وهو كما سنرى