نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 233
ويعتقد أنه يعمل صالحاً، ويسدي معروفاً، وينقذ
من جهالة، ويزع عن ضلالة، ومن
العدل أن لا يكون الاختلاف داعياً للتنافر ما دام صاحب الفكر يعتقد ما يدعو إليه، ولو كان على خطأ في غيره، لأن
الاعتقاد في شيء أثر الإخلاص،
والمخلص في فكر ما إذا أخلص
فيه يناقش بالحسنى، ليتغلب عليه بالبرهان، لا بالطعن وإغلاظ القول وهجر الكلام، وما ضر صاحب الفكر لو رفق بمن لا يوافقه على فكره
ريثما يهتدي إلى ما يراه صواباً،
ويراه غيره خطأ، أو يقرب منه، وفي
ذلك من امتثال الأوامر الربانية،
والفوائد الاجتماعية، ما لا يحصى، فإن أهل الوطن
الواحد لا يحيون حياة طيبة إلا إذا قل تعاديهم، واتفقت
على الخير كلمتهم، وتناصفوا وتعاطوا، فكيف
تريد مني أن أكون شريكك ولا تعاملني معاملة الكفؤ على قدم المساواة!! [1].
ويقول: (دع مخالفك ـ إن كنت تحب الحق ـ يصرح بما يعتقد، فإما أن يقنعك وإما أن تقنعه ولا تعامله بالقسر فما
انتشر فكر بالعنف أو تفاهم قوم بالطيش والرعونة. من
خرج في معاملة مخالفه عن حد التي هي أحسن يحرجه فيخرجه عن الأدب ويحوجه إليه لأن
ذلك من طبع البشر مهما تثقفت أخلاقهم وعلت في الآداب مراتبهم. وبعد فإن اختلاف الآراء من سنن هذا الكون، وهو من أهم العوامل في رقي البشر، والأدب مع من يقول فكره باللطف قاعدة لا يجب التخلف
عنها في كل مجتمع. والتعادي على المنازع الدينية وغيرها من
شأن الجاهلين لا العالمين، والمهوسين لا المعتدلين)[2]
وهكذا قال قبله صالح بن مهدي المقبلي (1087هـ)، فقد قال: (فأقول اللهم إنه
لا مذهب لي إلا دين الإسلام،
فمن شمله فهو صاحبي وأخي، ومن كان قدوة فيه عرفت له حقه، وشكرت له صنعه، غير
غالٍ فيه ولا مقصر، فإن استبان لي الدليل، واستنار لي