نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 244
وتعقبها
فتاوى الدعوة للجهاد والنفير العام.
هذه هي قصة
السلفية مع السياسة.. وسنذكر هنا باختصار بعض الأمثلة الدالة
على ذلك من خلال التراث الفقهي والعقدي السلفي، وقد
قسمناها إلى نوعين بحسب التناقض الموجود في مواقف السلفية السياسية: الولاء المطلق للسلطة، والمعارضة
المطلقة لها.
1 ـ الولاء المطلق للسلطة:
ينطلق السلفية في هذا النوع من المواقف من الكثير من
النصوص التي يروونها عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
والتي تدعو إلى الخضوع
المطلق للسلطة مهما كان نوعها،
ومهما ظلمت وعتت وطغت، وأكثر هذه النصوص يروونها عن أبي هريرة وغيره من
الصحابة الذين كانوا تحت عين ورضى البلاط الأموي، وهي
تتناقض تماما مع ما ورد في القرآن الكريم من عدم الركون للذين ظلموا، ومن الدعوة إلى القسط والعدالة، والتي يرويها السلفية أيضا، ولكنهم
يستعملونها لضرب خصوم السلطة التي يخضعون لها.
فمن الأحاديث
التي يروونها في هذا الجانب ما رووه عن أبي هريرة عن عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (من
أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن
عصى أميري فقد عصاني)[1]، ويروونه عنه أنه روى عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
قوله: (عليك السّمعُ
والطّاعةُ في عُسْرِك، ويُسرِك، ومَنشطك
ومَكرهك، وأثرةٍ عليكَ)[2].
ويروون عن نافع قال: لما
خلع أهل المدينة ـ وقد كانوا
من الصحابة وأبناء الصحابة ـ يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
يقول: (ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة)، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني