نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248
نصيحتك
بالتمدح عند الناس فتقول لهم:
إني نصحتهم، وقلت وقلت؛ فإن هذا عنوان
الرياء، وعلامة ضعف الإخلاص، وفيه أضرار أُخر معروفة)[1]
ومن أهم فروع
هذه العقيدة عدم التعرض للسلطة الحاكمة بالنقد أو التجريح أو الإساءة أو حتى النصح
العلني.. بل يذكرون فقط ومن باب سد العتب ما يسمونه
[النصح السري]، ولست أدري من هذا الحاكم الذي يسمح لهم
بأن يختلوا به لينصحوه سرا.
يقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك
على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الانقلاب، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخروج الذي يضرّ ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم
وبين السلطان، والكتابة إليه، أو
الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير، وإنكار
المنكر يكون من دون ذكر الفاعل،
فينكر الزنى، وينكر الخمر، وينكر
الربا، من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن
فلاناً يفعلها: لا حاكم ولا غير حاكم..)[2]
ولكن هذه
القوانين التي يضعونها ليست عامة تشمل جميع الحكام، بل
هي خاصة بمن يرضون عنهم، أو يرضى عنهم مشايخهم.. وتزداد تلك الطاعة بقدر ما يكون الحاكم مساندا لهم في
تكفير المخالفين وإذيتهم أو هدم الأضرحة ونحوها مما يعتبرونه شركا.
ولهذا نجد
لسلف السلفية تعظيما كبيرا للخليفة المتوكل العباسي بالرغم من جرائمه الكثيرة التي
ذكرها المؤرخون، ولكن بسبب مواجهته للمعتزلة والشيعة، وهدمه لضريح الإمام الحسين وغيره من الأضرحة، نال عندهم مكانة رفيعة، غير
ملتفتين
[1] الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة، ص38-49.
[2] انظر: فتوى الشيخ مطبوعة في آخر رسالة (حقوق الراعي والرعية)،
ص27-28، وانظر: فوائد الآداب مع السلطان لنصيحته: الآداب الشرعية للإمام محمد بن
مفلح المقدسي، 1/196-208.
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248