نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249
لاستبداده
وظلمه.
قال الحـافظ
خليفة بن خياط: (استخلف المتوكـل فأظهر السنة، وتكلـم بها في مجلسه، وكتب
إلى الآفاق برفع المحنة، وبسط السنة، ونصر
أهلها)[1]
وقال الذهبي: (وفي سنة 234 هـ أظهر المتوكـل السنة، وزجر عن القول بخلق القرآن، وكـتـب
بذلـك إلى الأمصـار، واسـتقدم المحدثـين إلى سـامراء، وأجـزل صلاتهم، ورووا
أحاديث الرؤية والصفات)[2]
وهكذا صار
الحاكم الصالح عندهم هو الذي يستقدم المحدثين ليحدثوا الناس بأحاديث التشبيه
والتجسيم، ولا يكفي ذلك بل يحتاج إلى أن يغضب على
المخالفين أيضا، قـال الذهـبي: (وغضـب
المـتوكـل عـلى أحمد بـن أبي دؤاد، وصادره وسجن
أصحابه، وحمل ستة عشر ألف درهم، وافتقر هو وآله)[3]
وقال ابن
كـثير: (وكان المتوكـل محببا إلى رعيته، قائما في نصرة أهل السـنة، وقـد
شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة لأنـه نصر الحق، ورده
عليهم، حتى رجعوا إلى الدين، وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية، وقـد أظهر السـنة بعد البدعة، وأخمد
أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها، فرحمه
الله، وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو
جالس في نـور، قال: فقلت: المتوكل؟! قال: المتوكل. قـلت: فـما فـعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بقليل
من السنة أحييتها)[4]
ولهذا نجد
ملوك السعودية ـ الذين درسوا حياة المتوكل جيدا ـ يعرفون كيف