نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394
الحديث دواء، فكم من أرحام قطعت وكم من أسر فرقت وبعثرت، فهذه الأمراض لا يعلم كربها وضنكها على المريض وأهله
إلا الله سبحانه، ومع كثرة أصحاب النّفوس المعرضة عن ذكر
الله وانتشار المنكر وقلة الأمر بالمعروف أصبحت النّاس في أشدّ الحاجة إلى
المعالجين بالرقية الشرعية)[1]
وهذا الكلام
وحده كاف للدلالة على أن للسلفية منظومة طبية كاملة مثل منظوماتها في الفلك وغيره
تنافس بها سائر المنظومات العلمية إن لم تكن في تصور السلفية تتفوق عليها.
ذلك أن مجال
الرقية ـ حسبما يذكرون في الأعراض المرتبطة بكل مرض ـ تشمل جميع أنواع الأمراض ما
دق منها وما جل، وما يسر علاجه وما صعب، وسنرى الأمثلة الدالة على ذلك.
ويذكر
السلفية فرقا مهما بين طبهم وطب سائر الأطباء، وهو
أنهم لا ينالون فقط تلك الأموال السخية من المرضى الذين يزرونهم، وإنما ينالون بالإضافة إلى ذلك حسنات كثيرة تمكنهم من
نيل الكثير من قصور في الجنة،
وفي كل قصر ما لا يعلمه إلا
الله من الحور العين..
يقول الكاتب
مشجعا إخوانه من السلفية على العمل في هذا المجال الطبي الخطير: (إنّ عمل المعالج بالرقية الشرعية هو سبيل لكسب
الحسنات وفعل الخيرات والاستكثار من الأعمال الصالحات، وذلك
بدفع الضرّ عن المضرورين ونصرة المظلومين وتفريج كرب المكروبين وإدخال البهجة
والفرحة لعائلات المبتلين بالأمراض الروحية، وإن
المعالج بعمله هذا مجاهد في سبيل الله، يقول شيخ الإسلام