نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
ولم يقعدها،
بل ونادى فيك، كما نادى سلفه: زنديق .. زنديق .. زنديق.
ثم ألقى عليك
محاضرة في ورع المحدثين وعدم مداهنتهم ومجاملتهم لأي كان، وروى لك بسنده عن
البيهقي أحمد بن الحسين (ت 458هـ) قوله: (ومن أنعم النظر في اجتهاد أهل الحفظ في
معرفة أحوال الرواة، وما يقبل من الأخبار وما يرد، علم أنهم لم يألوا جهداً في ذلك
حتى إذا كان الابن يقدح في أبيه إذا عثر منه على ما يوجب رد خبره، والأب في ولده،
والأخ في أخيه لا تأخذه في الله لومة لائم ولا تمنعه في ذلك شجنة رحم ولا صلة مال،
والحكايات عنهم في ذلك كثير)[1].
فإن رأى في
وجهك بعض الاستغراب أخبرك أن علي بن عبد الله بن المديني شيخ البخاري (ت 234هـ)
سئل عن أبيه فقال: (اسألوا غيري، فقالوا: سألناك، فأطرق ثم رفع رأسه وقال: هذا هو
الدين، أبي ضعيف)[2]
ثم أردف بأن
حمزة بن يوسف السهمي (ت427هـ) قال: سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: سمعت الزينبي
ببغداد يقول: دخلت على محمد بن محمد الباغندي فسمعته يقول: لا تكتبوا عن ابني فإنه
يكذب، فدخلت على ابنه فسمعته يقول: لا تكتبوا عن أبي فإنه يكذب)[3]
ثم روى لك أن
شعبة بن الحجاج أبو بسطام الواسطي (ت 160هـ) قال: (سميت ابني سعداً، فما سعد ولا
فلح، كنت أقول له: اذهب إلى هشام الدستوائي فيقول: اليوم أريد أن أرسل الحمام)[4]
[1]
انظر: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة 1/ 47)