نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75
ثم حدثك عن هشام
بن حسان القردوسي، (ت148هـ) أن ابن عدي روى عنه، فقال: (لو حابيت أحداً لحابيت
هشام بن حسان كان ختني[1]، ولكن لم يكن يحفظ)[2]
ثم حدثك عن
أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني (318هـ) أنه جرّح خال أمه: الحسين بن أبي السري
العسقلاني (240هـ) حيث قال: كذاب هو خال أمي[3].
ثم حدثك كيف
كانت صلابة المحدثين إذا ما طلب منهم أن يكفوا عن بعض من يتهمونهم، وروى لك من
أخبار ذلك عن عباد بن عباد المهلبي قال: أتيتُ شعبة أنا وحماد بن زيد فكلمناه في
أبان بن أبي عياش فقلنا له: يا أبا بسطام تمسك عنه، فلقيهم بعد فقال: ما أراني
يسعني السكوت عنه[4].
بل إنهم
لصلابتهم في مواقفهم لم يكونوا يبالون بتلك الأيدي التي ترفع للسماء للدعاء عليهم،
وروى لك من ذلك أن الحسن بن عمارة ـ وهو أحد الذين اتهمهم شعبة ـ كان يقول: (الناس
كلهم مني في حل، خلا شعبة فإني لا أجعله في حل حتى أقف أنا وهو بين يدي الله عز
وجل فيحكم بيني وبينه) [5]، ومع ذلك فإن شعبة لم يهم بذلك، بل ظل على اتهامه له
[6] .
[1]
هو أبو امرأة الرجل وأخو امرأته وكل من كان من قبل امرأته.
[6] ذكر أبو حاتم محمد بن حبان البستي سبب اتهام شعبة له، فقال: (كان
بلية الحسن بن عمارة أنه كان يدلس عن الثقات ما وضع الضعفاء، كان يسمع من موسى بن
مطير وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم، ثم يسقط أسماءهم ويرويها عن مشايخهم
الثقات، فلما رأى شعبة تلك الأحاديث الموضوعة التي يرويها عن أقوام ثقات أنكرها
عليه، وأطلق الجرح، ولم يعلم أن بينه وبينهم هؤلاء الكذابين، فكان الحسن بن عمارة
هو الجاني على نفسه بتدليسهم عن هؤلاء وإسقاطهم من الأخبار، حتى التزقت الموضوعات
به) (انظر: الجرح والتعديل 1/299)
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75