نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
لكنهم لم
يفعلوا ذلك، بل تركوا العلة لمزاجهم، وأذواقهم التي قد تختلف بين حين وحين، فإن
سئلوا عن سر رفضهم لبعض الأحاديث قالوا: لعلة خفية فيه، فإن سئلوا: ما العلة؟
نقلوا له من كلام أئمتهم أنها (الإلهام)[1]
أو يقولون له
ما قال ابن كثير: (وإنما يهتدي إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد منهم، يميزون
بين صحيح الحديث وسقيمه، ومعوجه ومستقيمه، كما يميز الصيرفي البصير بصناعته بين
الجياد والسيوف، والدنانير والفلوس، فكما لا يتمارى هذا، كذلك يقطع ذاك بما ذكرناه،
ومنهم من يظن، ومنهم من يقف، بحسب مراتب علومهم وحذقهم واطلاعهم على طرق الحديث،
وذوقهم حلاوة عبارة الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) التي لا يشبهها غيرها من ألفاظ الناس)[2]
أو يقولون له
ما قال الحاكم: (إن الصحيح لا يعرف بروايته فقط، وإنما يعرف بالفهم والحفظ وكثرة
السماع، وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة، ليظهر
ما يخفى من علة الحديث، فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير المخرجة
في كتابي الإمامين البخاري ومسلم، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته، ومذاكرة أهل
المعرفة لتظهر علته)[3]، وقال: (وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس
للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه، وعلة الحديث، يكثر في أحاديث الثقات
أن يحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولا، والحجة فيه عندنا
الحفظ، والفهم، والمعرفة لا غير) [4]
[1] فتح المغيث شرح ألفية الحديث للشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن
السخاوي ج1 ص235.