نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 100
العجم.. وقد كان ذلك ديدن الدول الإسلامية التي كان
يحكمها العرب.. (هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني
أمية وولد العباس، إلى أن تغير الأمر بعد ذلك)[1]
قلت: وعيت
هذا.. ولكني أقرأ في كتب ابن تيمية أشياء كثيرة جميلة، لا يمكن اتهامه فيها.
قال: وهل
يمكن لعاقل أن يسقيك السم الزعاف دون أن يضعه في العسل الحلو اللذيذ.. وهل يأتيك
الشيطان إلا من أبواب الخير ليزج بك في نيران الشر؟
قلت: ذلك
صحيح.. ولكن هل ينطبق ذلك على ابن تيمية.. وهل كان ابن تيمية يخدع الأمة بذلك
العسل المسموم؟
قال: الله
أعلم بنيات الناس ومقاصدهم.. ولكن اعلم أن كل من قرأ ابن تيمية من أعلام الأمة
الصادقين ذكر حيله وخداعه ومكره..
قلت: فهلا
ضربت لي مثالا عن أحدهم ليطمئن قلبي.
قال: سأضرب
لك مثلا يقرب لك ذلك، وهو ما ذكره الشيخ تقي الدين أبو بكر بن محمد الحسيني الحصني
الشافعي، فقد قال في مقدمة كتابه الذي ألفه في الرد على ابن تيمية، والمعنون بـ
(دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد): (.. فأول شيء سلكه من المكر
والخديعة أن انتمى إلى مذهب الإمام أحمد، وشرع يطلب العلم ويتعبد فمالت إليه قلوب
المشايخ فشرعوا في إكرامه والتوسعة عليه فأظهر التعفف فزادوا في الغربة فيه
والوقوع عليه.. ثم شرع ينظر في كلام العلماء ويعلق في مسوّداته حتى ظن أنه صار له
قوة في التصنيف والمناظرة، أخذ يدوّن ويذكر أنه جاءه استفتاء من بلد كذا، وليس
لذلك
[1]
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 446)
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 100