نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 134
قال الخليلي:
لقد روى أبو الشيخ الأصبهاني بسنده عن كعب الأحبار أنه قال: (قال الله عز وجل أنا
الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي، وأنا على العرش أدبر أمر عبادي، لا يخفى علي
شيء من أمر عبادي في سمائي وأرضي، وإن حُجبوا عني فلا يغيب عنهم علمي، وإلي مرجع
كل خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي، أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي، وأعذب من شئت
منهم بعقابي)[1]
انظر – سيدي القاضي – إلى هذه الرواية وما تحمله من كل معاني التجسيم، والتي لاقت قبولا كبيرا
من طرف التيميين، يحتجون بها، وكأنها قرآن منزل[2].
إن هذه
الرواية تنبه الحس على أن يقدر لله وجوداً جسمياً في أعلى نقطة من الكون.. فوق
العرش.. ويلتزم الحسُ بَعد ذلك غايةَ البعد في المسافة بينه وبين خلقه.. وتبرز
الحاجة مع هذا البعد الذي قدره إلى التأكيد على أن هذا البعد لا ينقِص من كمال
علمه وإحاطته، وإن كان العلم المباشر في الشاهد يتأثر ببعد المسافة لأنه يستلزم
نوعَ قربٍ من المعلوم لتتصل به طرق العلم الحسية. ولهذا يؤكد من أذعن لهذا التقدير
الحسي على كمال العلم مع غاية العلو. وهذا واضح في خبر كعب[3].
انظر كيف
تأثر عثمان الدارمي بهذه المقولة، فقال:(وإنما يعرف فضلُ الربوبية وعِظمُ القدرة
بأن الله تعالى من فوق عرشه وبعد مسافة السموات والأرض يعلم ما في الأرض وما تحت
الثرى وهو مع كل ذي نجوى، ولذلك قال: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾
[الأنعام: 73]، ولو كان في الأرض كما ادعيتم بجنب كل ذي نجوى ما كان بعجبٍ أن
ينبئهم بما