نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149
بعضاً، ما
علمتم منه فقولوا وما لا فكلوه إلى عالمه)[1]
وفي حديث آخر
أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تلا قوله تعالى: ﴿
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، ثم قال: (فإذا رأيتم الذين
يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين عنى الله فاحذروهم)[2]
ابتسم
القاضي، وقال: الحديثان واضحان جدا.. بل الآية واضحة في الدلالة على هذا المسلك..
فكيف غاب عليهم؟
قال الصنعاني:
ستعرف ذلك عندما تسمع المحاكمة جميعا.. فابن تيمية ومدرسته لا مكان عندهم لمن
يخالفهم.. فالمرء إما أن يكون معهم، وإما أن يشنوا عليه كل ألوان الحروب.
قال القاضي:
لقد أعجبني هذا المسلك، فهلا وضحت لي الأسس التي يقوم عليها؟
قال الصنعاني:
لقد ذكر العلماء في ذلك أسسا جمعها الغزالي في كتابه (إلجام العوام عن علم
الكلام)..
قال القاضي:
أليس الغزالي من المتكلمين الذين يقولون بالتأويل؟
قال الصنعاني:
إن المتكلمين سواء كانوا من الأشاعرة أو الماتريدية أو الإمامية لم يفرضوا على
أتباعهم تأويلاتهم، بل إنهم يخيرونهم بين التفويض أو التأويل.
قال القاضي: هذا
هو العلم.. وهذه هي الحكمة.. فحدثني عن الأسس التي يقوم عليها التفويض.