نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
آذاننكم
بسماعه.
تقدم الفقي،
ورمى ببعض التراب على رأس المقدم، وهو يقول: اسمح لي يا صديقي أن أطبق السنة في
هذا الموضع.. فمع أن كل ما ذكرته صحيح.. إلا أنه من السنة أن ألقي عليك بعض
التراب.. ويمكنك مسحه بسهولة.. وإياك أن تتبرك به معتقدا أنه تراب سني.. فتصبح
مشركا بذلك.
كبر
البربهاري وابن بطة وغيرهما من الحضور تعجبا من التزام الفقي الشديد بالسنة وخوفه
من الشرك.
بعد مقدمته
الطويلة، بدأ بقوله: ماذا عساي أن أضيف إلى ما ذكره أخي وصديقي وتلميذي عائض
القرني.. لقد أجاد وأفاد.. ولكن مع ذلك فإن بحر ابن تيمية لا ساحل له.. ولهذا
سأكتفي بتحديثكم عن خصلة من خصاله الكثيرة التي من الله بها عليه، أو هيأه بها ليؤدي
دوره العظيم في حفظ الدين.
تلك الخصلة هي ذاكرته العجيبة القوية.. والتي شهد له
بها كل من عرفه، لقد قال جمال الدين السرمري في أماليه: (ومن عجائب زماننا في
الحفظ: ابن تيمية، كان يمرّ بالكتاب مرة مطالعة، فينقش في ذهنه، وينقله من مصنفاته
بلفظه ومعناه. وحكى بعضهم عنه أنه قال: من سألني مستفيداً حققت له، ومن سألني
متعنتاً ناقضته، فلا يلبث أن ينقطع فأُكفى مؤنته)[1]
وذكر الحافظ
محمد بن أحمد بن عبدالهادي في (العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية) بعض
عجائب ذاكرته، فقال: انبهر أهل دمشق من فرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته،
وسرعة إدراكه.. واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق،