نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249
هذه
المؤاخاة كانت لغيره لطار بها فرحا، واستنتج منها مئات الفوائد، ولكنها لما تعلقت
بعلي راح ينكرها، ويستعمل كل ما آتاه الله من دهاء وحيلة لإنكارها.
وقد ذكر من وجوه إنكاره لها (أن أحاديث المؤاخاة بين
المهاجرين بعضهم مع بعض، والأنصار بعضهم مع بعض، كلها كذب. والنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لم يؤاخ عليا، ولا آخى بين أبي بكر وعمر، ولا بين مهاجري ومهاجري، لكن آخى بين
المهاجرين والأنصار، كما آخى بين عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن الربيع، وبين سلمان
الفارسي، وأبي الدرداء، وبين علي، وسهل بن حنيف)[1]
وأطال الكلام
في ذلك مما لا يتسع هذا المقام لإيراده جميعا.
انظر سيدي
القاضي كيف رَدّ النصّ معتمداً على هواه، مع أن هناك أحاديث صحيحة كثيرة تثبت
المؤاخاة بين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وعلي، أو بين
المهاجرين والمهاجرين..
لن أشرح لك
أنا ذلك، بل سأعتمد على عالم يعتمده تلاميذ ابن تيمية، بل يلقبونه الحافظ، وهو ابن
حجر شارح البخاري، فقد قال: (وأنكر بن تيمية في كتاب الرد على بن المطهر الرافضي
المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصا مؤاخاة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لعلي قال: لأن المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضا ولتأليف قلوب بعضهم على بعض فلا
معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري، وهذا رد للنص بالقياس،
وإغفال عن حكمة المؤاخاة، لأن بعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة
والقوى، فآخى بين الأعلى والأدنى ليرتفق الأدنى بالأعلى، ويستعين الأعلى بالأدنى،
وبهذا تظهر مؤاخاته a لعلي لأنه هو الذي
كان يقوم به من عهد الصبا من قبل البعثة واستمر)[2]
ثم أورد
النصوص الكثيرة التي تدل على وقوع الأخوة بين المهاجرين، مثل مؤاخاة