نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 252
وأما ما بعد
الست سنوات الأولى من عمر الإمام علي، فقد تم انضمام الإمام علي بالكلية إلى بيت
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قبل البعثة بحوالي سبع سنوات،
ومن هنا تأثر الإمام علي تأثراً كبيراً بخلق النبي الكريم العام، وتعبده الخاص،
وخاصة في غار حراء، فقد كان يوصل له الطعام هناك ويلبث معه.
ومن هنا
فالإمام علي هو الذي ينطبق عليه حقيقة (تربية النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
لأنه فعلاً تربيته من قبل الوحي وبعده، فقد كان له بمنزلة الابن وكان في النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم جاذبية كبيرة نتيجة للخلق الكريم، فلذلك رفض مولاه
زيد بن حارثة العودة مع أبيه وعمه تأثراً بهذا السمو.
فإذا كان هذا الأثر قد حصل في زيد بن حارثة فكيف بهذا
الشاب الذي كان تحت عين النبي ورعايته وتربيته منذ الصغر؟ لا شك سيكون في الذروة،
وكان الإمام علي يتلو النبي ويتأثر به في كل شيء، منذ سبع سنوات على الأقل، قبل
بدء الوحي، ولذلك كان يقول: (عبدت الله وصليت قبل الناس بسبع)[1]
فهذا القول
للإمام علي - وهو صحيح رواه أحمد وغيره- يحمل على هذه الفترة قبل الوحي وأنه كان
يتعبد مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في غار حراء، فقد
كان تام الاتباع لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عظيم العشق له..
وهكذا بعد
البعثة الشريفة، فقد تحمل علي كل أنواع الأذى التي تحملها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ففي حصار الشعب الذي دام ثلاث سنوات لم يشارك
الصحابة الآخرون في المعاناة من هذا الحصار.. وهذه المعاناة رغم أنها استمرت ثلاث
سنوات إلا أن قريشاً وثقافتها قد عملت على إهمالها من الوجدان، وكأن الصحابة كلهم
حوصروا في شعب بني هاشم!.. هذا الحصار وفضل البلاء فيه من الجوع والخوف كان خاصاً
بالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وبني هاشم ولم
[1] روى
الحاكم النيسابوري باسناده عن علي قال: «اني عبدالله واخو رسوله وأنا الصديق
الأكبر، لا يقولها بعدي الاّ كاذب، صلّيت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده احدٌ
من هذه الأمة»، المستدرك على الصّحيحين ج3 ص112.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 252