نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 261
متبادلة بين
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأمته.. فهو يحبها، ويشتاق
إليها، ويبادلها مشاعرها في جميع الأزمنة، ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (وددت أني لقيت إخواني)، فقال أصحاب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: أوليس نحن إخوانك؟ قال: (أنتم أصحابي، ولكن
إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)[1]
وفي رواية
لأحمد، وأبي يعلى: (ومتى ألقى إخواني؟)، قالوا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال:
(بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)
قال القاضي:
وعيت هذا.. فما فعل ابن تيمية بهذه الناحية؟
قال
الإسكندري: لقد حاول ابن تيمية بكل أنواع الحيلة أن يزيح هذا النوع من العلاقة مع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وإن لم يجرؤ على التصريح به،
ولهذا فإن كل ما سنذكره في هذا الدليل شاهد على هذا، فمنع ابن تيمية للتوسل بالنبي
a ومنعه من زيارته، ومنعه من الاستغاثة به واللجوء
إليه، ومنعه من الفرح لفرحه أو الحزن لحزنه كل ذلك دليل على موقفه هذا، لأن كل
تلك السلوكات هي مظاهر لمشاعر الود الذي أبدته الأمة نحو نبيها a.
قال القاضي:
هلا ذكرت لي مثالا يخص هذا الذين نحن فيه.
قال
الإسكندري: من أقرب الأمثلة على هذا موقفه من الحزن على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعد وفاته، فقد جره بغضه للشيعة وحقده عليهم أن
يعتبر هذا الحزن قصورا وضعفا، وأن الكمال في عدم الحزن، مع أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال في الحديث: (إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر
مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب)[2]
وفي حديث
آخر: (يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة