responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262

فليتعزّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري؛ فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي)[1]

قال القاضي: هلا ذكرت لي ما قال ابن تيمية بالضبط؟

قال الإسكندري: لقد قال في كتابه المملوء بالعدواة والنصب، والذي سماه منهاج السنة النبوية، وكان الأحرى به أن يسميه منهاج السنة الأموية: (ثم إن هؤلاء الشيعة - وغيرهم - يحكون عن فاطمة من حزنها على النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ما لا يوصف، وأنها بنت بيت الأحزان، ولا يجعلون ذلك ذما لها مع أنه حزن على أمر فائت لا يعود، وأبو بكر إنما حزن عليه في حياته خوف أن يقتل وهو حزن يتضمن الاحتراس، ولهذا لما مات لم يحزن هذا الحزن لأنه لا فائدة فيه)[2]

أرأيت سيدي القاضي أشد من هذه البرودة تجاه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. وهل يمكن لمؤمن في الدنيا أن يتخيل أن الحزن على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لا فائدة فيه؟

التفت القاضي إلي، وقال: ما تقول؟

قلت: صدق سيدي القاضي.. بل إني من خلال تجربتي مع ابن تيمية ومدرسته رأيته يكاد يقصر العلاقة العاطفية مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في الصحابة فقط، أما سائر الأمة، فعلاقتها ليست علاقة مباشرة برسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وإنما تحتاج إلى المرور عبر المعابر الكثيرة من التابعين والصحابة وهكذا.. وبالتالي فإنه يصرح في كل كتبه هو ومدرسته بأن أقرب الناس إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم هم الصحابة بالترتيب الذي اخترعه هو وسلفه، أما من بعدهم فلا حظ لهم إلا أن يكونوا في آخر القافلة.

حتى أنه يفضل المحاربين لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم والطاعنين في آل بيته، والمغيرين لسنته على


[1] رواه ابن ماجة.

[2] منهاج السنة النبوية (8/ 459)

نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست