نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263
الصالحين من هذه الأمة، يقول في منهاج السنة: (ولهذا
يقول من يقول من السلف: غبار دخل أنف معاوية مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أفضل من عمل عمر بن عبد العزيز)[1]
ولست أدري أي
غبار هذا الذي فضل به معاوية على عمر بن عبد العزيز الذي حاول بكل جهده أن يرد بعض
البدع التي طمس بها معاوية سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
وقد تناسى
ابن تيمية بذلك الأحاديث الكثيرة التي تتناسب مع العدالة الإلهية مع الخلق جميعا،
والتي تجعل التفضيل مرتبطا بالعمل، لا بمجرد رؤية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
قال القاضي:
هل حقا وردت أحاديث تدل على هذا؟
قلت: أجل..
ولكن ابن تيمية يريد رسولا على هواه.. فلذلك لم يلتفت لهذه الأحاديث، ولم يهتم
بها، ولم يبن عليها رؤيته حول الأمة وعلاقتها برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
قال القاضي: فهلا
أوردت لي بعضها.
قلت: أجل سيدي القاضي، منها ما حدث به عمر قال: كنت
مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم جالسا فقال: (أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا؟) قالوا: يا رسول
الله، الملائكة، قال: (هم كذلك، يحق لهم ذلك، وما يمنعهم من ذلك وقد أنزلهم الله
المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم؟)، قالوا: يا رسول الله، الأنبياء الذين أكرمهم
الله برسالته والنبوة. قال: (هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم من ذلك وقد أنزلهم
الله بالمنزلة التي أنزلهم بها)، قالوا: يا رسول الله، الشهداء الذين استشهدوا مع
الأنبياء، قال: (هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة، بل غيرهم)،
قالوا: فمن يا رسول الله؟! قال: (أقوام في أصلاب الرجال، يأتون من بعدي، يؤمنون بي
ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل
أهل الإيمان إيمانا)[2]