نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 265
إن هذا
الحديث يفسر سيدي القاضي تلك الآية الكريمة التي يستعملها ابن تيمية وأتباعه
ليحارب من خالفهم من المسلمين، وهي قوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ [الفتح:
29]، فكل من اتصف بهذه الصفات فهو مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
سواء كان من الذين عاصروه أو من غيرهم.
قال القاضي:
ولكن كيف غابت كل هذه المفاهيم عن الأمة؟
قلت: عندما
دخلت المتاجرة باسم الصحابة في تصديع الأمة وإثارة الفتن فيها أبدعوا في الدين هذا
الأصل الجديد ليفرقوا بين الناس على أساس مواقفهم من أعيان الصحابة، لا من مواقفهم
من أصول الدين وفروعه.
لكن الصحابة
المنتجبين كانوا واعين بهذا، ولهذا كانوا يبشرون التابعين بمثل هذه الأحاديث، ففي
الحديث عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بيت المقدس ليصلي فيه، ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ،
فلما انصرف خرجنا معه لنشيعه، فلما أردنا الانصراف قال: إن لكم علي جائزة، وحقا أن
أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قلنا: هات - رحمك الله - فقال: كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
معنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، قلنا: يا رسول الله، هل من قوم أعظم منا أجرا؟ آمنا
بك واتبعناك. قال: (ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بين أظهركم؟! يأتيكم الوحي من السماء. بلى قوم يأتون من بعدكم، يأتيهم كتاب بين
لوحين، فيؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا،
أولئك أعظم منكم أجرا)[1].
وفي حديث آخر
عن عمار بن ياسر أنه قال يخاطب بعض التابعين: (والله لأنتم أشد