نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 275
والمسانيد.
وأما الحديث الآخر: قوله: (من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)، فهذا لم يروه أحد من
أهل العلم بالحديث، بل هو موضوع على رسول الله ومعناه مخالف الإجماع فإن جفاء
الرسول a من الكبائر، بل هو كفر ونفاق)[1]
هذان مثالان
فقط – سيدي القاضي – على تسرع ابن تيمية في تكذيبه للحديث، مع أن كلام المحدثين في هذا يختلف
عنه تماما.
قال القاضي:
أحتاج إلى إثبات لما تقول.
قال الهندي: لا
يكفي هذا المقام لبسط التفاصيل الكثيرة المرتبطة بالمحدثين والرواة، ولكني سأحكي
لك كلام علم من أعلام المحدثين المتأخرين، راح ينتقد رجلا من مدرسة ابن تيمية ألف
كتابا يدافع به عن موقف ابن تيمية من زيارة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
وستعرف من خلاله أنواع المغالطات التي مارسها ابن تيمية، وعلمها لتلاميذه.. فهم
يقبلون من الحديث ما شاءوا، وشاءت لهم أهواؤهم، ويرفضون ما شاءوا، وشاءت لهم
أهواؤهم.
لقد قال العلامة
المحدث محمود سعيد ممدوح في كتابه (رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة):
(شاع بين كثير من الناس أن أحاديث الزيارة كلها ضعيفة، بل موضوعة وهو خطأ بلا
ريب، ومصادمة لقواعد الحديث بلا مين، ويكفى اللبيب قول الذهبى الحافظ الناقد عن
حديث الزيارة: طرقه كلها لينة لكن يتقوى بعضها ببعض لأن ما فى روايتها متهم
بالكذب، نقله عنه السخاوى، وأقره فى المقاصد الحسنة، ومنشأ هذا الخطأ هو الاعتماد
على كتاب (الصارم المنكى فى الرد على السبكى) للحافظ أبى عبد الله محمد بن أحمد بن
عبد الهادى.. وكنت أرى الإحالة على هذا الكتاب من كثير من الكتاب سواء من
المشتغلين بالحديث أو غيرهم فأكتفى بالسكوت رغبة فى اغتنام فرصةٍ لتحقيق مدى صحة
هذه