نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 277
والحكيم
والترمذي في النوادر، وغيرهما، وأقل ما يقال في هذا الحديث أنه حسن، وقد قال
الحافظ السيوطي في المناهل (208): (له طرق وشواهد حسَّنه لأجلها الذهبي، وقال
المناوي في (فيض القدير) (6/140): (قال الذهبي: طرقه لينة، لكن يقوي بعضه بعضاً)،
وقال الملا علي القاري في (شرحه على الشفا 3/842): (حديث ابن عمر له طرق وشواهد
حسنه الذهبي لأجلها، وصححه جماعة من أئمة الحديث)
وأمّا سند
الحديث فقد تكلّم فيه تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي في (شفاء
السقام) ردا على ابن تيمية، فقال: (إنّ الأحاديث التي جمعناها في الزيارة بضعة عشر
حديثاً ممّا فيه لفظ الزيارة غير ما يستدلّ به لها من أحاديث أُخر، وتضافر
الأحاديث يزيدها قوة، حتى أنّ الحسن قد يرتقي بذلك إلى درجة الصحيح.. وبهذا بل
بأقلّ منه، يتبيّن افتراء مَن ادّعى أنّ جميع الأحاديث الواردة في الزيارة،
موضوعة، فسبحان الله!! أما استحيا من الله ومن رسوله في هذه المقالة التي لم يسبقه
إليها عالم ولا جاهل؟ لا من أهل الحديث، ولا من غيرهم؟ ولا ذكر أحدٌ موسى بن هلال
ولا غيره من رواة حديثه هذا بالوضع، ولا اتّهمه به فيما علمنا! فكيف يستجيز مسلم
أن يطلق على كلّ الأحاديث التي هو واحد منها: (أنّها موضوعة)، ولم يُنقل ذلك عن
عالم قبله، ولا ظهر على هذا الحديث شيء من الأسباب المقتضية للمحدّثين للحكم
بالوضع، ولا حُكم متنه ممّا يخالف الشريعة، فمن أي وجه يحكم بالوضع عليه لو كان
ضعيفاً؟ فكيف وهو حسن أو صحيح؟)[1]
أرأيت – سيدي القاضي – جرأة ابن تيمية على الحديث.. لو أن هذا الحديث كان في التجسيم أو في
تشويه الأنبياء لسارع لتصحيحه وقبوله، بل جعله أصلا من أصول الدين، لكنه لما خالف
مزاجه سارع إلى تكذيبه.