نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 313
بالإضافة إلى
هذا، فقد ورد في الروايات الكثيرة التي يقر بها ابن تيمية أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قد صلى إماماً بالأنبياء عليهم السلام في الإسراء،
وهذا متواتر، وكانوا قد ماتوا جميعاً، وراجعه موسى عليه السلام في الصلوات ورأى
غيره في السماوات، فمن كان هذا حاله فكيف يقال بالتفريق بين حياته وموته، وقد قال a في الحديث الذي سقناه لك سابقا: (حياتى خير لكم
تُحدثون ويُحْدَثُ لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علىَّ أعمالكم فما رأيت من خير حمدت
الله عليه وما وجدت من غير شرٍ استغفرت لكم)، وهو حديث صحيح، وقد ذكرنا لك سابقا
ما قال الحفاظ عنه.
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول؟
قلت: صدق – سيدي القاضي – فقد استعمل ابن تيمية وأتباعه كل الوسائل ليخرجوا بالحديث عن دلالته
الواضحة الصريحة، ومن أعجب ما قرأت في ذلك قوله ابن تيمية في كتابه (قاعدة جليلة
في التوسل والوسيلة): (ولو توسل غيره من العميان الذين لم يدعُ لهم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالسؤال به لم تكن حالهم كحاله)[1] ، وقد علق على هذا محقق الكتاب بقوله:
(وقد عمي بعض الصحابة بعد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
منهم ابن عباس وجابر وكان ابن عباس راغباً في الشفاء، فلو كان التوسل بذات النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم مشروعاً لتوسل بذاته a
ولشفي وهو أولى بأن يجاب من هذا الصحابي المجهول بل عمي عتبان بن مالك في حياة
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وكذلك ابن أم مكتوم)[2]
وقال في موضع
آخر: (وكذلك لو كان كل أعمى توسل به، ولم يدع له الرسول a
بمنزلة ذلك الأعمى لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم
عن هذا إلى هذا مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم