نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 333
قال الحنبلي:
البينة الأولى سيدي القاضي هي أن ابن تيمية مع كونه ينتمي إلى مذهب الإمام أحمد بن
حنبل، ويعتبره إماما للسنة، ويثني عليه كثيرا، إلا أنه يخالفه في موقفه من النواصب
خلافا شديدا، فقد كان الإمام أحمد مجاهراً بفضائل أهل البيت، وخصوصا إمامهم علي بن
أبي طالب، ويدل على ذلك نقله من فضائل علي في كتابه (فضائل الصحابة)
وقد حدث محمد
بن منصور الطوسي قال: كنّا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله، ما
تقول في هذا الحديث الذي يروى أنّ علياً قال: (أنا قسيم النار)؟ فقال: وما تنكرون
من ذا؟ أليس روينا أنّ النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لعلي: (لايحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك
إلاّ منافق)؟ قلنا: بلى. قال: فأين المؤمن؟ قلنا: في الجنة. قال: وأين المنافق؟
قلنا: في النار، قال: فعليٌّ قسيم النار [1].
وقال أيضاً:
سمعت أحمد بن حنبل يقول: (ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من الفضائل ما جاء لعلي) [2]
وكان موقف
الإمام أحمد واضحا من النواصب الذين بارزوا الإمام عليا المحاربة، وقد حدث عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي فقلت: ما تقول في علي ومعاوية؟ فأطرق ثم
قال:إيش أقول فيهما؟إنّ علياً كان كثير الأعداء، ففتش أعداؤه له عيباً فلم يجدوا،
فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطرَوه كياداً منهم له[3].
وقد علق ابن
حجر على هذه الرواية بقوله: (فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل ممّا
لا أصل له، وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصحّ