نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 340
والإحسان
كثيرة وفي الصحيح أن رجلا قال لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية إنه أوتر
بركعة قال: أصاب إنه فقيه.. وروى البغوي في معجمه بإسناده ورواه ابن بطة من وجه
آخر كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر عن قيس
بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول
الله a من إمامكم هذا يعني معاوية.. فهذه شهادة الصحابة
بفقهه ودينه والشاهد بالفقه ابن عباس وبحسن الصلاة أبو الدرداء وهما هما والآثار
الموافقة لهذا كثيرة)[1]
انظر سيدي
القاضي كيف يجمع الروايات المختلفة، وكيف يلفق بينها مع أنها ليست واردة عن
المعصوم، بينما يرد الأحاديث الصحيحة الواردة عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
في حق علي، ويؤولها تأويلا بعيدا ليسلم له هذا الصنم الذي راح يعبده من دون الله،
يقول: (وقوله: (اللهم انصُر من نصره، واخذل من خذله) خلاف الواقع؛ فإن الواقع ليس
كذلك، بل قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا معه فما خذلوا
كسعد ابن أبي وقاص الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية
الذين قاتلوه فتحوا كثيرا من بلاد الكفار ونصرهم الله تعالى.. وكذلك قوله: (والِ
من والاه، وعادِ من عاداه) مخالف لأصول الإسلام؛ فإن القرآن قد بين أن المؤمنين مع
اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض هم إخوة مؤمنون.. فكيف يجوز أن يقول النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم للواحد
من أمته: (اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه) والله تعالى قد أخبر أنه ولي
المؤمنين والمؤمنون أولياؤه وأن بعضهم أولياء بعض، وأنهم إخوة وإن اقتتلوا وبغى
بعضهم على بعض)[2]
ولم يكتف
بذلك، بل راح يشكك في خلافة أمير المؤمنين علي، فقال: (إن النزاع في الإمامة لم
يظهر إلا في خلافة علي، وأما على عهد الخلفاء الثلاثة فلم يظهر نزاع إلا ما جرى