نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 418
للتصوف ـ: (ومن
قال: إن لقول هؤلاء سرا خفيا وباطن حق وإنه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا
خواص خواص الخلق: فهو أحد رجلين - إما أن يكون من كبار الزنادقة أهل الإلحاد
والمحال وإما أن يكون من كبار أهل الجهل والضلال. فالزنديق يجب قتله؛ والجاهل يعرف
حقيقة الأمر فإن أصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله. ولكن
لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق. وهذا السر هو أشد كفرا
وإلحادا من ظاهره؛ فإن مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس.
ولهذا تجد كثيرا من عوام أهل الدين والخير والعبادة ينشد قصيدة ابن الفارض ويتواجد
عليها ويعظمها ظانا أنها من كلام أهل التوحيد والمعرفة وهو لا يفهمها ولا يفهم
مراد قائلها؛ وكذلك كلام هؤلاء يسمعه طوائف من المشهورين بالعلم والدين فلا يفهمون
حقيقته فإما أن يتوقفوا عنه أو يعبروا عن مذهبهم بعبارة من لم يفهم حقيقة؛ وإما أن
ينكروه إنكارا مجملا من غير معرفة بحقيقته ونحو ذلك وهذا حال أكثر الخلق معهم.
وأئمتهم إذا رأوا من لم يفهم حقيقة قولهم طمعوا فيه وقالوا: هذا من علماء الرسوم
وأهل الظاهر وأهل القشر وقالوا: علمنا هذا لا يعرف إلا بالكشف والمشاهدة وهذا
يحتاج إلى شروط وقالوا: ليس هذا عشك فادرج عنه ونحو ذلك مما فيه تعظيم له وتشويق
إليه وتجهيل لمن لم يصل إليه. وإن رأوه عارفا بقولهم نسبوه إلى أنه منهم وقالوا:
هو من كبار العارفين. وإذا أظهر الإنكار عليهم والتكفير قالوا: هذا قام بوصف
الإنكار لتكميل المراتب والمجالي)[1]
فهذا التصريح
ـ سيدي القاضي ـ كاف منه في تكفيره لكل الطرق الصوفية التي لا تزال تنشد قصائد ابن
الفارض وغيره، وتتواجد للمعاني السامية التي تشير إليها..
وهو كاف كذلك
في حكمه عليهم بالقتل، كعادته في الجمع بين التكفير والتقتيل،