عندما نتأمل
تلك المعاني القدسية العظيمة النابعة من بحار القرآن الكريم، والواردة عن العترة
المطهرة من آل بيت النبوة، ندرك بعض معاني وصيته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
بهم، واعتبارهم حبلا من حبال النجاة، وسفينة من سفنها.
لكن هذه
الأدعية للأسف الشديد ـ مع أهميتها وجلالة المعاني التي تدل عليها ـ لم تلق
العناية الكافية من طرف الطائفة الأكبر في الأمة، والتي اختارت لنفسها أن تسمى
[أهل السنة والجماعة]، وهذا من كيد الشيطان لتفرقة صف الأمة، وصدع وحدتها.
وإلا فما
الضرر الذي تحمله تلك الأدعية الطاهرة على منهج أهل السنة والجماعة.. فكلها توحيد
خالص.. وكلها قيم رفيعة، ومعان سامية.. وكلها تحلق بالروح في الآفاق العليا من
العرفان .. وتحلق بالنفس في أسمى القيم الإنسانية الرفيعة.
وليس فيها
جميعا تعرض لأي مقدس من المقدسات التي فرضها التاريخ على المسلمين .. ليس فيها
تعرض للصحابة، ولا لغيرهم.. ولا فيها ذكر لأحداث التاريخ.. ولا لشيء من تلك
القضايا الخلافية التي تناسى المسلمون بسببها كونهم أمة واحدة.
بل إنها أحسن
مثال على المشتركات التي يتفق فيها المسلمون جميعا، وهي فوق ذلك كله صادرة من
العترة الطاهرة الذين كانوا أقرب الناس إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)..
والذين كانوا أكثر فهما للدين، ووعيا له، وتحققا به..
فهي جميعا
صادرة إما عن الإمام علي أو ابنيه الحسن والحسين أو السجاد أو الباقر أو الصادق أو
الكاظم أو غيرهم ممن يتفق السنة والشيعة جميعا على ولايتهم وصلاحهم وعلمهم،
بالإضافهم إلى اتفاقهم على تبجيلهم لقربهم من رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
، وتمثيلهم الصحيح للدين وقيمه.