إلى آخر
الخطبة التي تمثل الشخصية الإسلامية في صورتها الجميلة، والتي دعا إليها القرآن
الكريم، ومثلها النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أحسن تمثيل، وكان
دور الأئمة بحسب ما تدل عليه أفعالهم وأقوالهم هي تمثيلها في الواقع ليراها الناس
أمامهم حية متحركة.
بل إن كل
الأئمة يصرحون بأن شيعتهم هم أصحاب تلك القيم، لا المتاجرون بهم، أو المتزينون
بالانتساب إليهم.
وقد قال
الإمام علي في وصف مواليه: (شيعتي والله، الحلماء، العلماء بالله ودينه، العاملون
بطاعته وأمره، المهتدون بحبه، أنضاء عبادة، أحلاس زهادة، صفر الوجوه من التهجد،
عمش العيون من البكاء، ذبل الشفاه من الذكر، خمص البطون من الطوى، تعرف الربانية
في وجوههم، والرهبانية في سمتهم، مصابيح كل ظلمة.. إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا
لم يفتقدوا، اولئك شيعتي الأطيبون وإخواني الأكرمون، ألاهاه شوقا إليهم) [2]
وقال:
(شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا المتزاورون في إحياء أمرنا،
الذين إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن
خالطوا)[3]
وقال:
(شيعتنا هم العارفون بالله، العاملون بأمر الله، أهل الفضائل، الناطقون بالصواب،
مأكولهم القوت، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع.. تحسبهم مرضى