وقد خولطوا
وما هم بذلك، بل خامرهم من عظمة ربهم وشدة سلطانه ما طاشت له قلوبهم، وذهلت منه
عقولهم، فإذا اشتاقوا من ذلك بادروا إلى الله تعالى بالأعمال الزكية، لا يرضون له
بالقليل، ولا يستكثرون له الجزيل.. كانوا خيار من كانوا منهم، إن كان فقيه كان
منهم، وإن كان مؤذن فهو منهم، وإن كان إمام كان منهم، وإن كان صاحب أمانة كان
منهم، وإن كان صاحب وديعة كان منهم، وكذلك [كونوا] احبونا إلى الناس ولا تبغضونا
إليهم) [1]
وقال لتلميذه
النجيب نوف البكالي: أتدري يا نوف من شيعتي؟ قال: لا والله، قال: (شيعتي الذبل
الشفاه، الخمص البطون، الذين تعرف الرهبانية في وجوههم، رهبان بالليل أسد بالنهار)[2]
ومثله قال
الإمام الحسن - في جواب رجل قال له: إني من شيعتكم -: (يا عبد الله إن كنت لنا في
أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك
مرتبة شريفة لست من أهلها، لا تقل: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم
ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خير وإلى خير)[3]
ومثله قال
الإمام الباقر - في صفة الشيعة -: (إنهم حصون حصينة، في صدور أمينة، وأحلام
رزينة، ليسوا بالمذاييع البذر، ولا بالجفاة المرائين، رهبان بالليل أسد بالنهار)[4]
وقال: (ما
شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع