وهكذا نجد كل
الأئمة ينصون على أن الولاء لهم هو ولاء بالدرجة الأولى للقيم النبيلة التي دعوا
إليها، وليس مجرد نسبة فارغة من المحتوى.
وبناء على
هذا فإن الشيعي المتسنن هو الذي يسرع إلى نفسه يحاسبها على وفق تلك المعايير التي
وضعها الأئمة الذين يدعي انتسابه إليهم، وليس ذلك المدعي الذي يفتش في بطون الكتب
عن أي كلمة قالها فلان من الناس، ليرميه بالنصب، ويرميه بعدها بالنفاق، ويتمتع
بذلك.
ولهذا نجد
هذا الصنف من الشيعة يرمون كل دعاة الوحدة الإسلامية من أصحاب الدين القويم القيمي
بالنصب وغيره، ويمكن لكل من شاء أن يتأكد من ذلك أن يبحث عن مواقف هذا النوع من
الشيعة من الشيخ محمد حسين فضل الله أو القمي أو التسخيري أو الخميني أو غيرهم من
الدعاة إلى القيم النبيلة التي دعا إليها أهل البيت، وضحوا في سبيلها بكل شيء.
ولهذا فإن
أصدق ما ينطبق على هؤلاء هو أنهم تحولوا إلى عبء ثقيل على كواهل أئمة أهل البيت..
فبدل أن يحملوا منهجهم، ويعرضوه بصورته الجميلة النقية، عرضوه بصورة مشوهة، نفرت
منه المخالفين، وفرقت به الموالين.
ثالثا:
الموقف من الأمة وخدمتها والحفاظ على وحدتها:
الامتحان
الثالث الذي يميز بين المحافظ على المنهج الصحيح لأئمة أهل البيت، والمنحرف عنهم
هو أخطر الامتحانات وأهمها، وهو الموقف من الأمة سواء في الحفاظ على وحدتها بكل ما
تحمله هذه الكلمة من معان، أو بخدمتها والسعي في النهوض بها وتطويرها في جميع
المجالات.
وقد تجلى هذا
الموقف واضحا جليا في كل الأئمة مهما اختلفت تعبيراتهم عنه، لاختلاف الظروف التي
عاشوها، والابتلاءات التي مروا بها.