أكان عكرمة إباضيا فقال: يقال: إنه كان
صفرياً، وقال أبو طالب عن أحمد كان يرى رأي الخوارج الصفرية، وقال يحيى بن معين
كان ينتحل مذهب الصفرية ولأجل هذا تركه مالك، وقال مصعب الزبيري كان يرى رأي
الخوارج)[1]
ومع كل هذه التهم نجد لعكرمة حضورا قويا
في أهم المصادر المرتبطة بالكتاب والسنة والفقه والعقيدة.. فهو مفسر وراوية
وفقيه.. وله السند السلفي والخلفي الذي يحميه ويصد كل التهم التي ووجه بها.
ومثله، أو قد يفوقه مقاتل بن سليمان
البلخي الذي كان له هو الآخر حضورة القوي في جميع مصادر الدين وخصوصا التفسير؛ حتى
روي عن ابن المبارك أنه قال: (ما أحسن تفسير مقاتل لو كان ثقة)[2]
ومع هذا القول فهم يتعاملون معه كثقة،
فإذا حكوا خلافا في تفسير لفظة أو آية قرآنية، ذكروا من القائلين به (مقاتل بن
سليمان) وفي إمكان القارئ الرجوع لأي تفسير ليرى ذلك..
ولو رجعنا إلى الكتب المؤرخة للملل
والنحل نجد من أقواله العجب العجاب، فقد قال الأشعري ـ والذي يرجع إليه ابن تيمية
وغيره كثيرا عند إيراد أقوال أصحاب الفرق المختلفة ـ: (حكي عن أصحاب مقاتل أن الله
جسم، وأن له جثةً، وأنه على صورة الإنسان لحم ودم وشعر وعظم وجوارح وأعضاء من يد
ورجل ورأس وعينين مصمت، وهو مع ذلك لا يشبه غيره ولا يشبهه غيره)[3]
وحكى عنه الشهرستاني ـ وهو الآخر من
المصادر المعتبرة التي يرجع إليها هؤلاء