responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81

الفكرة والعقيدة

من المسائل المهمة التي نحتاج إلى التعرف عليها لارتباطها بحياتنا بجميع مجالاتها ومساراتها التمييز بين ما نفكر فيه، وبين ما نعتقده، فليس كل ما نفكر فيه عقيدة.. وليس كل عقيدة نؤمن بها قد تكون منطلقة من فكر وبحث وتأمل.

وربما يشير إلى هذا المعنى قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14]، فالآية الكريمة تشير إلى مرحلة من مراحل الإسلام، وهي الإذعان الفكري للقضايا للعقدية، وهو ما سماه القرآن الكريم في هذا المحل إسلاما، وفوقه درجة أعلى هي الإيمان، وهي الدرجة التي اصطلح الكثير ـ وخصوصا من المعاصرين ـ على تسميتها عقيدة، باعتبارها تنعقد في القلب وترسخ فيه رسوخا شديدا تجعله يعتبرها في سلوكه وجميع مواقفه.

وربما يشير إلى هذا المعنى أيضا قوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 7]، فمن أهم خصائص العقيدة الانفعال العاطفي لها، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بالحب.. ويتبعه ويسبقه التزيين.. لأن الفطرة لا تحب إلا للجميل، ويشير إلى هذا المعنى قوله a: (ذاق طعم الإيمان، من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا)[1]

وأشار a إلى التأثير السلوكي للعقيدة في شخصية صاحبها، فقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك


[1] رواه مسلم.

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست