responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82

عن دينه)[1]

بناء على هذه المعاني البديهية والمتفق عليها بين العقلاء، أحب أن أجيب عن بعض الإشكالات التي طرحها بعض الفضلاء حول هذا الموضوع عند حديثي عن الفرق بين الفكرة الحية والفكرة الميتة، وعند حديثي عن مهدي السنة ومهدي الشيعة، وحتى يكون الكلام منتظما فسأقسمه إلى المحاور التالية:

الأول: أن مصطلحي [الفكرة، والعقيدة] لا يحملان في دلالتهما العامة أي مدح أو ذم، أو قبول أو رفض.. وهما بذلك يشبهان مصطلح [الخلق] الذي يصدق على الخلق الطيب، كما يصدق على الخلق الخبيث.. ولذلك فإننا عند حديثنا عن الفكرة الحية أو الميتة.. أو عن المهدي.. أو عن غيرها من القضايا لم نقصد بذلك تأييد ذلك المعتقد أو رفضه، وإنما قصدنا تبيين الفوارق العملية بين الفكرة الحية المؤثرة، والفكرة الميتة السلبية.. وقد دعونا إلى النظر في هذا من هذه الزاوية، أما الأدلة المثبتة أو النافية، فلها محلها الخاص في كتب العقائد، أو في كتب الملل والنحل.. وهي ليست مقصودنا بالدرجة الأولى.

الثاني: أن لاعتقاد الحياة بأي معنى من المعاني في القضية المطروحة تأثيره النفسي الكبير في تحويل الفكرة من مجرد كونها فكرة لا تحتل سوى محلا بسيطا من الذهن إلى عقيدة لها تأثيرها الكبير والفاعل في الحياة..

وقد رأيت هذا من خلال صحبتي للطرق الصوفية، والتي يعتقد أصحابها اعتقادا راسخا في حياة النبي a، وكون الحياة لا تخلو منه.. ولذلك نراهم يستشعرون وجوده وحضوره التام.. وهم لأجل ذلك يتوسلون به، ويخاطبونه نثرا وشعرا، ويتغنون بجماله


[1] رواه البخاري.

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست