responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86

بالغيب، وإنما أقوله للذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة: 2، 3]، والذين لا يختلف الغيب عندهم عن الشهادة، ولا الملك عن الملكوت، فهم يعيشون في بحار الأنوار، ويغترفون من شرابها العذب ما يضيف لحياهم قوة وجمالا لا تضاهيه حياة المتدينين تدينا ماديا علمانيا لائكيا.

الثالث: أنه من خلال التجربة والواقع فإن إحياء المناسبات المختلفة، والمرتبطة بالفكرة تأثير كبير في تحويلها إلى عقيدة راسخة، ولهذا نرى الشعوب بمختلف توجهاتها الدينية تتذكر تاريخها وتحيي المناسبا المختلفة المرتبطة به، وذلك لترسخ الاعتقاد بالوطنية في نفوس أفرادها.

وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [إبراهيم: 5]، ففي الآية الكريمة إشارة إلى ما يحدثه التذكير بأيام الله في النفوس من الصبر والشكر، والصبر هو تحمل الفكرة وعدم الضجر منها، والشكر هو تحويل الفكرة إلى مادة فاعلة مؤثر في الحياة بمختلف مجالاتها.

ولأجل هذا نرى اهتمام الصوفية بميلاد النبي a، والذي يبدأ إحياءهم له من أول ربيع الأول، بل يحضرون له قبل ذلك بفترة طويلة.. ولهذا نرى في المجتمعات الصوفية الصادقة تأثير تلك المناسبات في ربط القلوب برسول الله عاطفيا ووجدانيا.

ونفس الشيء يقال عن اهتمام الشيعة بموالد الأئمة من آل البيت، والمآسي التي حصلت لهم.. فقد دمجت حياة الشيعي بسبب ذلك بالأئمة والأولياء والصالحين، فهو في كل حين يسمع أخبارهم، ويعيش أفراحهم وأحزانهم، ويتأثر لكل ذلك، وذلك ما يحول علاقته بآل البيت من علاقة ميتة إلى علاقة حية مؤثرة.

الرابع: أن من الأدب الذي علمنا إياه القرآن الكريم، والذي يشير إليه قوله تعالى:

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست