ما كنت أظن أن هذه الأمة التي تسمي نفسها
دون الأمم بالأمة المرحومة تتجرأ في يوم من الأيام على استخدام عرض رسولها a وسيلة للحرب وتنفيس الأحقاد وإثارة
الفتن.
فعرض رسول الله a على مدار التاريخ فوق الشبهات، وفوق أن
يتحدث عنه أحد، وفوق أن يذكر في المجالس، بل فوق أن يخطر على بال المنافقين
والفاسقين والحاقدين.. ولهذا لم نجد الشهرستاني ولا البغدادي ولا ابن حزم ولا كل
من تكلم في الفرق يشير إلى هذا، ولا يومئ إليه، لأن الأمة جميعا كما اتفقت على
عصمة رسول الله aاتفقت على عصمة عرضه، لأن عرض
المرء شرفه وكرامته، ومن تعرض لعرض امرئ فقد أهانه أبشع إهانة وسبه أبلغ سبة.
لكن المبتدعة الجدد بعد أن استعملوا كل
وسائلهم الحاقدة أغراهم الشيطان أن يرفعوا على رؤوس الرماح ما يسمونه الدفاع عن
عرض رسول الله a.
وليت الأمر اقتصر على المجالس المحدودة،
والكلمات المهموسة.. بل تعداه إلى وسائل الإعلام التي تنشر سمومها وأريجها في جميع
أنحاء العالم.. واختلف المسلمون لأول مرة في التاريخ.. وأمام سمع العالم وبصره حول
عرض رسول الله a.. وهل كان مبرأ، أو كان
مخدوشا؟
والمبتدعة الجدد صنفان من الناس، نعوذ
بالله من شرهما وحقدهما ونارهما في الدنيا والآخرة:
الفريق الأول:
أما الفريق الأول: فيمثله دعاة التشيع
البريطاني والأمريكي، والذين اتخذوا من