رحت أفكر
منذ عشرين سنة حول الأدلة العقلية التي تمكنني من إقناع الناس بأخطاء أولئك
الضالين والزنادقة.. لأن مشكلتهم أنهم لا يقبلون إلا عقولهم.. إنهم يعرضون عن
أعلامنا الكبار الذين استدلوا على دوران الأرض حول الشمس بكل صنوف الأدلة
النقلية..
ولهذا رحت
أبحث عن الأدلة العقلية التي وجدتها جميعا تؤكد ما ورد في الأدلة النقلية..
ركزوا جيدا..
لأن الأدلة العقلية تحتاج إلى تركيز كبير لفهمها..
استجمع
العبقري أنفاسه، قليلا، ثم شرب عصيرا غريبا كان بجانبه، ثم قال: سأبدأ بالدليل
الأول.. انظروا.. عندما ترون الشمس مشرقة، ماذا تقولون: هل تقولون: أشرقت الشمس..
أم تقولون: أشرقت الأرض.. بالطبع ستقولون: أشرقت الشمس.. إذن أنتم نسبتم الفعل
للشمس، فهى التى تشرق.. إذن الشمس هى التى تتحرك وتدور حول الأرض وليس العكس..
انطلقت
تكبيرات كثيرة من الحضور المسلمين.. أما غيرهم فقد كانوا ينظرون بعجب شديد له وهو
يتحدث، وكأنهم يرون كائنا جاءهم من كوكب آخر.. أو من زمن آخر.
بعد أن أطنب
في شرح الدليل الأول.. راح يقول: اسمحوا لي من باب الأمانة العلمية أن أنسب الدليل
لأصحابه.. فهذا الدليل استفدته من كلام لابن القيم في كتابه (مفتاح دار السعادة )،
يقول فيه: (ثم تأمل الحكمة في طلوع الشمس على العالم كيف قدره العزيز العليم
سبحانه فإنها لو كانت تطلع في موضع من السماء فتقف فيه ولا تعدوه لما وصل شعاعها
الى كثير من الجهات، لأن ظل أحد جوانب كرة الأرض يحجبها عن الجانب الآخر وكان يكون
الليل دائما سرمدا على من لم تطلع عليهم والنهار سرمدا على