responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63

وهذه القصة تبدأ من شبابي الباكر، حين كنت طالبا للعلم، وكنت مشغوفا بالأوراق لدرجة لا يتصورها أحد.. فقد كنت أعشق أسواق الكتب، وأهيم بها، ولا أجد راحتي إلا فيها.. وكان لي زميلان.. وكانت طباعنا في حب الكتب واحدة، وإن كنا مختلفي الأذواق والمشارب.

أما أحد زميلي، فقد كان مشغوفا بها إلى الدرجة التي نسي فيها جميع لطائفه، وغفل بها عن جميع حقائقه، وكان يذكر لنا كل حين الكتب الكثيرة التي قرأها، والعلوم الكثيرة التي أحاط بها..

وأما الثاني، فقد كان صاحب ذوق رفيع، وتأمل عال، وكان يقرأ أحيانا الجملة الواحدة، فيعيش في معانيها أياما معدودات..

وأما أنا فقد كنت في برزخ بينهما أميل إلى الأول، كما أميل إلى الثاني، ولا أستطيع الترجيح بينهما.. ولم أحدد وجهتي إلا بعد فترة طويلة..

في ذلك اليوم الذي افترقنا فيه سرنا إلى بعض الزوايا القديمة المهجورة طلبا للبحث عن بعض المخطوطات النادرة.. وهناك التقينا الشيخ الذي قلب حياتنا جميعا رأسا على عقب.

عندما التقى بنا، قال لنا من غير أن نسأله: لاشك أنكم تبحثون عن ذلك المخطوط النادر الذي تتصورون أنكم إذا ظفرتم به سعدتم.

قلنا جميعا: أجل.. فهل هو عندك؟.. نحن مستعدون أن نشتريه بأي ثمن.. اطلب فقط ما تريد.

قال: لقد جاء الكثير يطلبونه.. وقد دللتهم عليه.. لكنهم رفضوا أخذه..

فرحنا بقوله هذا، وقلنا: إذن هو لا يزال عندك.. هيا أحضره لنا، فقد شوقتنا إليه.

قال: لو كان الأمر بالسهولة التي تتصورونها لأخذه جميع من قصدني.

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست