ويتحدث عن عدد درجات الجنة، فيقول: (فتحوى درجات الجنة من الدرج فيها
على خمسة آلاف درج ومائة درج وخمسة أدراج لا غير. وقد تزيد على هذا العدد بلا شك.
ولكن ذكرنا منها ما اتفق عليه أهل الكشف، مما يجرى مجرى الأنواع من الأجناس. والذي
اختصت به هذه الأمة المحمدية على سائر الأمم، من هذه الأدراج، اثنا عشر درجا لا
غير، لا يشاركها فيها أحد من الأمم. كما فضل a
غيره من الرسل، في الآخرة، بالوسيلة وفتح باب الشفاعة، وفي الدنيا
بست لم يعطها نبى قبله كما ورد في الحديث الصحيح، من حديث مسلم بن الحجاج. فذكر
منها: عموم رسالته، وتحليل الغنائم، والنصر بالرعب، وجعلت له الأرض كلها مسجدا،
وجعلت تربتها له طهورا، وأعطى مفاتيح خزائن الأرض)[1]
هذه بعض
مظاهر جرأة الشيخ الأكبر على عوالم الغيب.. أما جرأة من يسمونه شيخ الإسلام، فهي
لا تقل عنها.. والفرق بينهما أن الأول يستند للكشف والإلهام، والثاني يستند لكل
المجسمة والمشبهة يهودا كانوا أو مسلمين، معصومين كانوا أو غير معصومين، وقد ضربنا
الأمثلة الكثيرة على ذلك في كتابنا [شيخ الإسلام في قفص الاتهام]، ولذلك سنكتفي
هنا بالإشارة إلى بعض ما ذكره في رسالته العرشية.. واسم الرسالة نفسها يدل على تلك
الجرأة على عالم الغيب.. فالله تعالى ذكر العرش في القرآن الكريم.. وذكر ارتباطه
بعظمته.. ولم يذكر شيئا من أوصافه، لعدم طاقة العقول ذلك.. وليبقى يمد ذهن المؤمن
بالشعور بالعجز عن تحديد عظمة الله أو تقييدها بالأوصاف.
لكن ابن
تيمية راح يفصل فيه بحسب معارفة الفيزيائية البسيطة التي لا تعدو ما يراه ويعيشه
في هذا العالم من ظواهر وقوانين، وكأن قدرة الله محكومة بهذه القوانين، ولا