ومن القضايا
العلمية التي سأله عنها سؤاله عن (سبب الخسف الذي يظهر في الأرض أحيانا ويكثر في
آخر الزمان)، فأجابه بقوله: (إن الأرض محمولة على الماء، والماء محمول على الريح،
والريح تخرج من حيز عظيم بين السماء وطرف الماء أعني ماء البحر المحيط، وذلك أنا
لو قدرنا رجلا يمشي ولا ينقطع مشيه فإنه يبلغ لمنقطع الأرض، ثم يرى البحر المحيط،
فإذا فرضناه يمشي عليه ولا ينقطع مشيه، فإنه لا يزال يمشي فوق الماء إلى أن ينقطع،
وعند ذلك لا يبقى بينه وبين السماء إلا الجو الذي تخرج منه الريح، فيرى رياحا لا
تكيف ولا تطاق وهي بإذن الله الحاملة للماء والأرض والماسكة للسماء، ثم هي خدامة
دائما لا تسكن لحظة ومرتفعة نحو السماء، فإذا أراد الله تعالى أن ينزل المطر على
قوم أمر شيئا من تلك الرياح فانعكس إلى جهة الأرض وعبر على متن البحر المحيط أو
غيره، فيحمل ما أراد الله تعالى من الماء إلى الموضع الذي يريده عز وجل. وكم مرة
أنظر إلى طرف الماء الموالي للجو الذي فيه الرياح فأرى فيه جبالا من الثلج لا يعلم
قدر عظمها إلا الله عز وجل، فإذا رجعت من الغد وجدت تلك الجبال نقلت إلى طرف الماء
الموالي لجبل قاف، وإذا الرياح المنعكسة هي التي حملتها.. وإذا أراد الله أن يخسف
بقوم دخلت الرياح في منافس وتقويرات في الأرض بينها وبين الماء، فإذا دخلت الريح
فيها وقع في الأرض انحلال ينشأ عنه الخسف، وفي آخر الزمان تكثر المنافس في الأرض،
ويكثر انعكاس الرياح إلى جهة الأرض فتكثر الخسوفات حتى يختل نظام الأرض، وكل ذلك
بفعل الله تعالى وإرادته.. ثم لا تزال الرياح تعمد نحو الأرض وتقصد خرابها حتى
تصير الأرض في أيدي الرياح بمثابة