الغربال في يدي الذي يصير بها زرعا من
تراب أو حجر، والمصير في الأرض هو عجب الذنب الذي تركب منه الذات، وهو لبني آدم
بمثابة الزريعة، فيجمعه الله من أعماق الأرض وقعر البحار ووسط الكهوف وتحت الجبال
وحيثما كان، وفي ذلك اليوم تسير الجبال ثم تنسف نسفا من قوة الريح، ثم تنشق السماء
وينزل الماء على عجب الذنب فلا يزال ينمو شيئا فشيئا كنمو القلنيص والبطيخ ونحوهما
ويظهر على وجه الأرض) [1]
وليت فتوح
الشيخ وإلهاماته وكشوفه اكتفت بهذا، بل راحت إلى كل ما يرتبط بالدين من حقائق تضيف
إليها الكثير من الأوهام التي تحولت بمرور الزمن إلى عقائد تزاحم وتفسر العقائد
القرآنية.
ومن الأمثلة
الخطيرة على ذلك فصل عقده المؤلف لإلهامات شيخه وكشوفه حول ما سماه [ديوان الصالحين]،
وهو الديوان المكلف بتدبير كل شيء.
وقد وصف
الشيخ بدقة أصحاب هذا الديوان، فقال: (الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتحنث فيه
النبي a قبل البعثة.. فيجلس الغوث خارج الغار ومكة خلف كتفه
الأيمن والمدينة أمام ركبته اليسرى؛ وأربعة أقطاب عن يمينه، وهم مالكية على مذهب
الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه؛ وثلاثة أقطاب عن يساره، واحد من كل مذهب من
المذاهب الثلاثة؛ والوكيل أمامه ويسمى قاضي الديوان، وهو في هذا الوقت مالكي أيضا
من بني خالد القاطنين بناحية البصرة، واسمه سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي؛ ومع
الوكيل يتكلم الغوث، ولذلك سمي وكيلا، لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان)[2]
ثم ذكر الشيخ
تشكيلة هذه الحكومة، فقال: (والتصرف للأقطاب السبعة على أمر