وهكذا ظل
الشيطان يجلب عبيد العواطف الكاذبة بأمثال هذه الأمور، حتى أنه استطاع أن يصدع
وحدة هذه الأمة عبر مسائل بسيطة، وقضايا وهمية، ولكنه عجنها بمعجون العاطفة
الكاذبة التي لا عقل معها.. فصار يخرج لكل نفر من الناس قميصا من القمصان، ويدعوهم
إلى إثارة الفتن لأجله.. مثلما يفعل المتلاعبون بالثيران الهائجة.
وكثمال على
ذلك .. الموقف من أبي هريرة.. والذي دعا الكثير من المتنورين من أصحاب التدين
العقلاني إلى ترك تقديسه، والتعامل مع أحاديثه وفق المعايير القرآنية، لا بطرحها
جميعا، ولكن بتنقيتها حتى لا تصبح تلك الأحاديث معاول يهدم بها الإسلام.
لكن الشيطان
أسرع إلى عواطف هؤلاء يحركها، ويظهر لهم قميص أبي هريرة المضرج بالدماء.. فراحوا
بدل التحقيق فيما ذكره المتنورون يدافعون عن كل دجل، وينتصرون لكل خرافة حتى لو
كان في ذلك تشويها لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه.
ومن الأمثلة على
ذلك الموقف من أحاديث أبي هريرة الواردة في فتح القسطنطينية، والمروية في كتب
الصحاح، وهي أحاديث مرتبطة بالنبوءات، وهي مصدر من مصادر الدلالة على النبوة،
والنبوءة الكاذبة دليل على النبوة الكاذبة.
ومع أن
النبوءات التي ذكرها أبو هريرة تتنافى مع الواقع تماما، فقد ذكر في حديثه خلاف ما
وقع في فتح القسطنطينية تماما، ومع ذلك راح أصحاب العواطف الكاذبة بدل تكذيب حديثه
أو تكذيب رواته، يؤولون بأصناف التأويلات الباردة، ليوقعوا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه في الحرج، وكأن أبا هريرة أهم عندهم من
مصداقية رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه.
وحتى لا أتهم
بالدجل والكذب، فهذا حديث أبي هريرة أمامكم، وأمامكم القسطنطينية، والتي لم تفتح
بعد بحسب حديث أبي هريرة.. فهل نصدق أعيننا أم نصدق حديثه؟
لقد ورد في
حديثه الذي رواه عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه قال: (سمعتم
بمدينة، جانب منها