responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27

على تعظيمهم لأبي هريرة وغيره من الصحابة أكثر من تعظيمهم لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) نفسه، ذلك أنه يتناقض ويتعارض معارضة تامة مع حديث آخر يروونه عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) يقول فيه: (إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عقباً. وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك)[1]

وذلك ما يستدعي تكذيب حديث أبي هريرة بالضرورة، وهو ما فعلوه، لكنم لم ينسبوا الكذب والوهم لأبي هريرة، وإنما نسبوه لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ، واعتذروا لذلك بأنه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) اجتهد في ذلك، ولم يقل عن علم أو وحي..

وقد عبر عن هذا المعنى الشيخ عبد العزيز الراجحي، فقال ـ تعليقا على الحديث ـ: (يعني: أن الفأر مسخ، لأمة من بني إسرائيل مسخوا فأرا، وهذا قاله النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بظنه واجتهاده، حيث قال: ولا أراها -بضم الهمزة- أي: أظنها. وهذا قاله قبل أن يوحى إليه أن الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام، وإنما مسخ بنو إسرائيل قردة وخنازير ثم لم يعيشوا أكثر من ثلاثة أيام كما قال الله: ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ أما الفأر فهو أمة من الأمم، وكذا القردة أمة، وكذا الخنازير والكلاب أمة، أما الممسوخون فإنهم لم يكن لهم نسل ولا عقب، بل ماتوا بعد ثلاثة أيام)[2]

وقبله قال قال بن حجر: (وذكر عند النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) القردة والخنازير فقال أن الله لم يجعل للمسخ نسلاً ولا عقباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك وعلى هذا يحمل قوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لا أراها إلا الفأر وكأنه كان يظن ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي) [3]

وهذا التعليل المشوه لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) يتناقض مع كل تلك القيم التي دعا إليها القرآن الكريم، وقد كان خلق رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) القرآن، وأولها تناقضه مع قوله تعالى: ﴿وَلَا


[1] فتح الباري 353/6.

[2] انظر موقعه على النت.

[3] فتح الباري 353/6.

نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست