استطار في البلاد شرره وعظم في العوام
ضرره حتى من نطق بشيء منه فقتله أفضل في دين الله من إحياء عشرة)
ومثله ذكر في
رسالته المعروفة بـ [أيها الولد المحب]، والتي أشار فيها إلى هذه الظاهرة، وقال:
(أيها الولد.. ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقا للشرع، إذ العلم والعمل بلا
اقتداء الشرع ضلال. وينبغي لك ألا تغترّ بشطح الصوفية وطاماتهم؛ لأن سلوك هذا
الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة، لا بالطامات
والترهات. واعلم أن اللسان المطلق والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة علامة
الشقاوة، حتى لا تقتل النفس بصدق المجاهدة لن يحيى قلبك بأنوار المعرفة)[1]
وقال: (أيها الولد.. لا تكن من الأعمال مفلسا، ولا من
الأحوال خاليا، وتيقّن أن العلم المجرد لا يأخذ باليد. مثاله لو كان على رجل في
برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعا وأهل حرب، فحمل عليه أسد
[عظيم] مهيب، فما ظنّك؟ هل تدفع الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها؟! ومن
المعلوم أنها لا تدفع إلا بالتحريك والضرب. فكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية
وتعلمها، ولم يعمل بها، لا تفيده إلا بالعمل) [2]
وهو يعود إلى
المصادر المقدسة ليؤكد هذا المعنى، فيقول: (أيها الولد.. لو قرأت العلم مائة سنة، وجمعت ألف
كتاب، لا تكون مستعدا لرحمة الله تعالى إلا بالعمل لقوله تعالى: ﴿وَأَن
لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى﴾ [النجم:39]، وقوله تعالى: ﴿
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف:110]، وقوله تعالى: ﴿فَلْيَضْحَكُواْ
قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [التوبة:82]،
وقوله تعالى: ﴿