والخواص، ويرجع إليه الخطباء ليحضروا
خطبهم ودروسهم هذا الحديث، بل هذا المعول الخطير الذي يقضي على كل القيم
الإسلامية، وهو ما رواه عبد الرحمن بن ميمون، أن كعبا دخل يوما على عمر بن الخطاب،
فقال له عمر: حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يوم القيامة؟ فقال كعب: قد أخبرك الله في
القرآن، إن الله يقول: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر﴾ [المدثر:42]، فيشفع
يومئذ، حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط، ولم يطعم مسكينا قط، ومن لم يؤمن ببعث قط،
فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير)[1]
فهذا الحديث
الذي حدث به كعب الأحبار اليهودي، يفسر به القرآن، ولسنا ندري من أين تلقاه، ولا
من أين سمعه، يقضي على كل ما قصدته الآيات الكريمة من التحذير من ترك الصلاة، وترك
إطعام المساكين، والخوض مع الخائضين.. وكل القيم المرتبطة بها.
ومثله ما
رواه عبد الله بن عمر عن كعب من ذكره: (أن أمة محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ثلاثة أثلاث، فثلث يدخلون الجنة بغير
حساب، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة، وثلث يدخلون الجنة بشفاعة أحمد)[2]
وهذا يتفق
تماما مع ما ورد في القرآن الكريم من الإخبار عن غرور اليهود وأمانيهم وأكاذيبهم
التي حرفوا بها القيم التي جاء بها موسى عليه السلام والأنبياء من بعده، قال
تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً
قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ
تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون﴾ [البقرة:80]، وقال: ﴿ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ
وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون﴾ [آل عمران:24].
والآية
الكريمة تشير إلى ما نسميه [دين البشر]، والذي عبرت عنه بـ ﴿ وَغَرَّهُمْ
فِي
[1] رواه ابن مردويه، انظر: الدرالمنثور
في التفسير للسيوطي ص6، ص286.