فهذا الحديث
وهو مروي في جميع الصحاح والمسانيد والسنن يخبر فيه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه حرم من الشفاعة في أصحابه الذي عرفهم، وقد
كانوا يصلون ويصومون ويتوضأون ويحجون ويمرضون..ومع ذلك لم يخرجوا من ذنوبهم كيوم
ولدته أمهاتهم.
هذا ما
يتناسب مع ما ورد في القرآن الكريم من أنه لا مجال للتلاعب بالقيم.. وأن الشفاعة
فيها لا تجدي.. حتى لو كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
نفسه.. كما قال تعالى في تلك الآيات التي فسرها كعب، وهدم بتفسيره كل القرآن
الكريم: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ
الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ
نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا
تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)﴾ [المدثر: 38 - 48]
فالآيات
الكريمة أخبرت أن الذين لا يصلون .. أي ليس لهم تواصل روحي بالله.. والذين لا
يطعمون المسكين .. أي ليس لهم أي تواصل ورحمة بالمجتمع.. هؤلاء وغيرهم لا تنفعهم شفاعة
الشافعين حتى لو تقدموا للشفاعة لهم.
وهكذا نرى
القرآن الكريم يحذرنا من ذلك اليوم الخطير الذي لا تنفع فيه أمثال تلك الشفاعات
التي تذكرها تلك الروايات، كما قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ
تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ
يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ (البقرة: 48)، وقال: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا
شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ (غافر: 18)
وهكذا نجد
القرآن الكريم يصرح بغضب الله ولعنته وعقابه الشديد على ذنوب