أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾
[الأحقاف: 9] عن أم العلاء قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في السكنى حين اقترعت
الانصار على سكنى المهاجرين. فاشتكى فمرضناه حتى توفي، ثم جعلناه في أثوابه، فدخل
علينا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فقلت: رحمة الله
عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، قال: وما يدريك؟ قلت: لا أدري
والله، قال: أما هو فقد جاءه اليقين، إني لأرجو له الخير من الله، والله ما أدري وأنا
رسول الله مايفعل بي ولا بكم. قالت أم العلاء: فوالله لا أزكي احدا بعده[1].
وقد ورد في الحديث تصوير لبعض مشاهد العدل في أداء الحقوق
لمستحقيها يوم القيامة، وذلك حين سأل رسول الله a الصحابة، فقال:( أتدرون من
المفلس؟)، فقالوا:( المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع)، فقال a:( إن المفلس من أمتي من يأتي يوم
القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا
وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه
أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)[2]
فعدالة الله المطلقة تقتضي أن لا يضيع أي حق من الحقوق مهما
كان، ولذلك قال a:( من
كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا
درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات
صاحبه فحمل عليه)[3]
بل إن النصوص أخبرت بعدالة الله الشاملة للحيوانات حتى يقتص للشاة الجماء من
[1] رواه أحمد 6/436 وفي 6/436
والبخاري: 2/91 وفي 3/238 و9/44 .