تصورها
السنة المطهرة، وكما يؤكدها العقل الذي يرى الكون وموازين العدالة العجيبة فيه.
أما الدين
البشري، أو الدجل البشري، فقد راح يحرف هذا المعنى تحريفا شديدا، ملأ به المجتمعات
المسلمة بالعنصرية المقيتة التي أخبر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
أنها منتنة، وفوق ذلك شكك بعدالة الله تعالى.. ووضع موازين للقيم لا تتناسب مع
الموازين المقدسة.
ومن أمثلة
ذلك الدجل ما عبر عنه من يسمونه الشيخ الأكبر ابن عربي بقوله ـ عند الحديث عن آل
البيت، وهو يقصد بهم كل منتسب لهم في كل مكان وزمان ـ : (ولما كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عبدا محضا قد طهره الله وأهل بيته تطهيرا،
وأذهب عنهم الرجس، وهو كل ما يشينهم، فإن الرجس هو القذر عند العرب، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:33]،
فلا يضاف إليهم إلا مطهر.. وإذا
كان لا ينضاف إليهم إلا مطهر مقدس، وحصلت له العناية الإلهية بمجرد الإضافة، فما
ظنك بأهل البيت في نفوسهم، فهم المطهرون بل هم عين الطهارة .. فطهر الله سبحانه
نبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بالمغفرة
فما هو ذنب بالنسبة إلينا لو وقع منه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لكان ذنبا في الصورة لا في المعنى، لأن الذم
لا يلحق به على ذلك من الله ولا منا شرعا، فلو كان حكمه حكم الذنب لصحبة ما يصحب
الذنب من المذمة)[1]
ثم راح يطلق
أحكامه الجزافية الخطيرة، من غير أن يضع في حسابه أنه قد يتعلق بها ملايين الناس
الذين لهم نسبة ما لآل البيت، فقال: (فدخل الشرفاء أولاد فاطمة كلهم، ومن هو من
أهل البيت مثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران، فهم
المطهرون اختصاصا من الله تعالى، وعناية بهم لشرف محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وعناية