responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 90

ظهره، فجلله بكساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك، وأنت إلى خير)[1]

وفي حديث آخر عن شداد أبي عمار، قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا عليا، فلما قاموا، قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)؟ قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة، رضي الله عنها، أسألها عن علي، قالت: توجه إلى رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فجلست أنتظره، حتى جاء رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، ومعه علي وحسن وحسين، رضي الله عنهم، آخذ كل واحد منهما بيده، حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه، أو قال: كساء، ثم تلا هذه الآية: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:33]، وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق)[2]

وهذا القول من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وغيره ليس محاباة لهؤلاء، وإنما لما كان في قلوبهم من الطهارة والصدق والإخلاص.. فكل ما نالوه من فضل الله إنما كان بسبب كسبهم وعملهم..

فكون الحسنين سيدا شباب أهل الجنة ـ كما أخبر رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ـ ليسا لكونهما أحفادا لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وإنما للأدوار الرسالية الخطيرة التي كلفا بها في هذه الأمة، ونجحا في أدائها أيما نجاح.. وضحيا في سبيل ذلك بكل شيء.

وهكذا تنسجم النصوص مع الوقع مع العقل مع القيم.. أما اعتبار أن كل منتسب لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) من قريب أو من بعيد يعطى حصانة خاصة تحميه، فهذا لا ينافي فقط العدالة الإلهية.. بل إنها دعوة للانحراف والضلال والمعصية..


[1] رواه الترمذي (3205 و3787)

[2] رواه أحمد 4/107 (17113)

نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست