responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 93

فأقبلت عليّ وتبسّمت)

ونحب أن نبين أن ابن عربي الذي قال هذه الكلمات في خصوص أحفاد أحفاد آل البيت .. هو نفسه الذي وقف مواليا ومناصرا ومنافحا عن أعداء أصحاب الكساء أنفسهم، الذين ورد الحديث بخصوصهم.. وهذا من التناقضات العجيبة التي لا تقل عن تناقضات السلفية.

ولذلك نرى الصوفية المتأثرين بهم تتفقون مع السلفية في تبرئة من أخبر رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أنه حرب عليهم.. يقول ابن عربي ـ وهو يدافع عن بدع معاوية التي أحدثها في صلاة العيد ـ: (وكذلك ما أحدثه معاوية كاتب رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وصهره، خال المؤمنين، فالظن بهم (الصحابة) جميل رضي الله عن جميعهم، ولا سبيل إلى تجريحهم)[1]

وهكذا راح يعتبر المتوكل ـ ذلك الناصبي الذي استعمل كل الوسائل في حرب أهل البيت، بل إنه لشدة حقده عليهم حرث قبر الإمام الحسين بن علي ـ من الأقطاب المقربين، فقال: (.. ولكن الأقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذا الإسم مطلقاً، من غير إضافة، لا يكون منهم في الزمان إلا واحد. وهو الغوث أيضاً. وهو من «المقربين». وهو سيد الجماعة في زمانه.. ومنهم من يكون ظاهر الحكم، ويحوز الخلافة الظاهرة، كما حاز الخلافة الباطنة من جهة المقام)[2]

ثم ذكر منهم ـ بثقة عجيبة ـ (معاوية بن يزيد.. وعمر بن عبد العزيز.. والمتوكل)

وهو بذلك يطالب موالاتهم ومحبتهم مثلما طالب بمحبة أهل البيت.. ولست أدري كيف يستقيم في العقل الجمع بين كل هذه المتناقضات؟

مع أنه هو نفسه يقول: (اعلم أنّ من الخيانة لرسول اللّه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أن تخونه فيما سألك


[1] الفتوحات المكية ج7 ص458.

[2] الفتوحات المكية، ج‌2، ص: 8.

نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست