فيه من المودّة لقرابته وأهل بيته، فإنّ
من كره أحداً من أهل بيته، فقد كره رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)؛
لأنّ رسول اللّه واحد من أهل البيت، وحبّ أهل البيت لايتبعّض؛ فإنّه ما تعلّق إلاّ
بمطلق الأهل لا بواحد بعينه، فاجعله ببالك، واعرف قدر أهل البيت، فمن خان أهل
البيت فقد خان رسول اللّه في سننه، ومن خان ما سنّه رسول اللّه فقد خانه)[1]
وقد ذكرني
هذا بكلمة سمعتها من بعض ممن يتيهون بنسبهم، فقد قال في حوار من حواراته مع مناظره
الذي ساق النصوص التي تتهم معاوية والطلقاء بتحريف الدين، فبدل أن يناقش معه تلك
النصوص قال له بكل كبرياء وغرور: أنا من آل البيت.. وجدي هو الإمام علي.. وأنا قد
سامحت هؤلاء الطلقاء.. فما شأنك أنت؟
وهكذا أصبح
الدين في عرف هؤلاء، وكأنه مرتبط بعواطف عائلة، لا بقيم عادلة..
ونسي هؤلاء
كذلك أن فضل أئمة أهل البيت كعلي والحسن والحسين وغيرهم ممن وردت النصوص في
مناقبهم، لم ينالوا ذلك بالكسل والدعوى، وإنما بالجهاد والصبر والتضحية والتقوى،
وكل ما ورد عنهم يدل عليهم.
هذا مجرد
نموذج عن الموازين التي أخلت بقيم العدالة القرآنية، وشرعت طبقية جديدة ما أنزل
الله بها من سلطان.
وقد سارت
كلمات ابن عربي في الأمة سريان النار بالهشيم.. فراحوا يضيفون إليها، ويؤكدونها
بمختلف صنوف التأكيد من الرؤى والهواتف والكشف وغيرها.
وقد وصل بهم
الأمر إلى كتابة الرسائل، لا في فضائل أهل البيت الذين احتقروا سلفهم الأول عندما
عظموا النواصب.. وإنما بكتابة الرسائل في فضائل عصاة الأشراف.
ومن تلك
الرسائل تلك الرسالة المسماة [نصرة الشرفاء في الرد على أهل